سيكولوجيات كورونا
سواء كنت منعزلًا في منزلك لأنك أُصبت بالفيروس أو كنت تعمل من المنزل لأن عملك يتطلب ذلك الآن، فإن هذا الانخفاض في النشاط البدني بسبب عدم ذهابك الى العمل واختلاطك بالناس يمكن أن يؤثر على عقلك بصورة سلبية كإصابتك بالاكتئاب أو الخوف الشديد أو تحويلك إلى إنسان انطوائي وقد يتسبب أيضاً في إفساد زواجك أو كل علاقاتك الاجتماعية.
إذا كنت شخصاً اجتماعيًا وتسعى دائماً إلى التواصل مع الاَخرين، ستؤثر عليك تجربة العزل بقوة أكبر مما لو كنت انطوائيًا.
لذلك سأقترح عليك بعض الحلول:
- قم بنزهة فردية أو مع من يسكنون معك إذا أمكن، ويُفضَّل أن تهرول أو تجري في أثناء ذلك حتى تقوم بتنشيط قلبك وعضلاتك. إن لم يتسنى لك ذلك ، يمكنك القيام ببعض التمرينات في منزلك كالصعود والنزول على السلم عدة مرات يومياُ، أو نط الحبل أو استخدام تمارين رياضية أو يوجا تجدها في مصادر مختلفة من الإنترنت.
- قم بإعداد وجبات غذائية صحية وابتعد عن الأبيضين (السكر والملح) والتدخين بقدر الإمكان، لأن الغذاء الصحي يساعد جهازك المناعي على العمل بشكل صحيح.
- استغل فرصة الوقت الذي تملكه الآن بطريقة إيجابيه واعتبره هبة وتواصل مع أهلك وأصدقاءك عن طريق الفيديو تشات المتاح لديكم ك Skype أو FaceTime وغيرهم (تذكر أن المكالمات الهاتفية الصوتية لا تكفي) ، لأن إحساسك بحب الآخرين لك ودعمهم يجعل فترات العزل أكثر احتمالا ويجعلك قادرا على العودة الى المجتمع بسهولة بعد طول انقطاع.
- قم بشراء الألعاب المعلوماتية التي تساعد على تنشيط العقل والذاكرة (توجد ألعاب مجانية على الإنترنت) وشارك أفراد عائلتك في الاستمتاع بالوقت بدلاُ من الاستسلام له.
- استغل الوقت في ترتيب حياتك وأولوياتك ومنزلك ولا تفكر كثيراً في الغد فنحن لا نملك اإلا اللحظة التي نعيشها الآن. التفكير في المستقبل مهم ولكن التركيز فيه يُلهينا عن الاستمتاع باللحظات التي نملكها الآن.
- إعزل نفسك عن الأخبار السلبية أو المتعلقة بفيروس كورونا حتى لو اضطررت لالغاء بعض الصداقات على شبكات التواصل الاجتماعي، فكل ما تحتاج إلى معرفته أصبحت تعرفه.
- لا تبحث عن عدد الموتى فهذه ليست مباراة لكرة القدم لكي تعرف النتيجة النهائية كما أن مثل هذه الأخبار لن تفيدك بأي شيئ بل ستزيد من خوفك الذي قد يتحول لاحقا الى خوف مُزمن يصعُب علاجه.
- لا تبحث عن معلومات إضافية عن الفيروس على الإنترنت، لأنها ستضعف حالتك الذهنية واستبدلها بالبحث عن معلومات تفيدك وتفيد أسرتك مثل كيفية التعامل مع الآخرين أو الطريقة المُثلى لتربية الأطفال وغيرها من المعلومات التي تضيف إليك كشخص أو رب أسرة.
- تجنب نشر وارسال رسائل سلبية ومحبطة، لأن بعض الناس ليس لديهم نفس القوة العقلية التي قد تظن أنك تملكها (تكرار الأخبار السيئة يؤثر سلبًا على الجميع عاجلا أم آجلا) ، فبدلاً من مساعدة أهلك أو أصدقاءك، ستقوم بخلق أو تنشيط الأمراض النفسية فيهم، كالاكتئاب مثلاً.
- إقرأ أو أستمع إلى القرآن والأدعية أو الموسيقى التي تساعدك على دب النشاط في روحك وجسدك، وأبحث عن ألعاب ذكية يمكن لكل أفراد العائلة المشاركة فيها واحرص على الترفيه عن الأطفال عن طريق تبادل الأحاديث معهم أو رواية القصص لهم.
- حافظ على الانضباط في المنزل عن طريق غسل يديك بطريقة صحيحة ومسح كل الأسطح باستمرار وقُم بوضع لافتة أو تنبيه لكل شخص يعيش معك لكي تتجنب تذكيره/تذكيرها دائما فينتج عن ذلك نفور ومشاحنات أنتم في غنى عنها.
- تذكّر دائما أن مزاجك الإيجابي يقوم على حماية جهازك المناعي، في حين ثبت أن الأفكار السلبية كالخوف والقلق وقلة النوم تضعف جهازك المناعي وتجعله عاجزاً عن مقاومة الإصابة بالأمراض.
- إستغل وقت الحجر إيجابيا في الرسم أو الكتابة أو أي هواية لديك لم تسنح لك الفرصة في تنشيطها بسبب ضغوط الحياة اليومية
- تذكّر كيف كنت تنتظر أيام أجازتك أو عطلة نهاية الأسبوع بفارغ الصبر وإعتبر نفسك في اجازة اختيارية لتُهوِّن فترة الحجر على نفسك
- تواصل بالفيديو تشات مع من يسعدك الحديث معه حتى ولو كان في ابتلاء فوجودك بجانبه سيضيف اليه واليك الشعور بالاطمئنان والغبطة وابتعد عن الأشخاص الذين لا يملوا من الشكوى حتى لا يقوموا باحباطك.
- ابتعد عن مشاهدة الأفلام الحزينة واستبدلها بأفلام كوميدية أو مسرحيات .
- لا تنسى أن تقوم بعمل رياضة يومية لتنشيط الدورة الدموية لتساعدك على حرق ما تأكله وفي نفس الوقت لتساعد مخك على إفراز هرمون السعادة . إذا لم يكن بجوارك حديقة أو شارع خالي من الازدحام لممارسة رياضة الجري أو نط الحبل، يمكنك صعود الدرج عدة مرات أو البحث عن تمارين رياضية كاليوجا وغيرها تجدهابسهولة على الإنترنت.
أتمنى أن يكون في كلامي إفادة للجميع وأعلم جيدا أن الحالة الاقتصادية هي أكبر محنة في هذا الوقت العصيب والنصيحة الوحيدة التي أمتلكها في هذه الجزئية هي الدعاء ثم الدعاء ثم الدعاء.
عافانا الله واياكم