طبيب مصري في الخطوط الأمامية لمواجهة الكورونا في الدنمارك
لم يتردد ولو للحظة واحدة الطبيب محمد حسن متولي (40 عاما) إبن القاهرة في تلبية نداء الواجب عندما وصلته رسالة إلكترونية من رئيس القسم في مستشفى هيرنينج الدنماركي في بداية شهر مارس الماضي تدعو جميع الأطباء الراغبين لتسجيل أسمائهم في قائمة الأطباء المتطوعين في مواجهة الوباء ومساندة زملائهم في وقت الحاجة.
يصف الطبيب محمد هذه اللحظة بالقول: “عندما استلمت الرسالة سارعت بالإجابة عليها ووضعت نفسي في قائمة المتطوعين، وبعد ذلك قام رئيس القسم باستدعائي وشرح لي الإجراءات وخلال الأسابيع الماضية شاركت في يوم تدريبي حول التعامل مع مرضى الكورونا وكيفية حماية أنفسنا كطاقم طبي”.
” ملائي في القسم سألوني لماذا أقدمت على هذه الخطوة، حيث أن أغلبهم لم يبادر في التطوع لأسباب متعددة، فقلت لهم أنني أرى هذا الأمر كجزء من نداء الواجب الطبي وطبيعة عملي، كما أننى أرغب في الحصول على خبرة في هذا المجال ممكن أن أستفيد وأفيد بها في المستقبل.”
د. محمد حسن متولي
الطبيب محمد والذي يقيم في الدنمارك منذ عام 2011 بدأ العمل في القسم المعني بمعالجة الحالات المصابة بالكورنا مع بداية شهر أبريل الحالي في قسم الباطني التابع لمستشفى هيرنينج، والذي يعتبر من أكبر الأقسام التي يرقد فيها مرضى كورونا على مستوى الدنمارك.
وعن ردة فعل زملائه في القسم يقول محمد: “زملائي في القسم سألوني لماذا أقدمت على هذه الخطوة، حيث أن أغلبهم لم يبادر في التطوع لأسباب متعددة، فقلت لهم أنني أرى هذا الأمر كجزء من نداء الواجب الطبي وطبيعة عملي، كما أننى أرغب في الحصول على خبرة في هذا المجال ممكن أن أستفيد وأفيد بها في المستقبل.”
شكوك وتدابير وقاية
وبالرغم من عدم تردده في بداية الأمر إلا أن الشكوك داهمته خلال قيادته لسيارته من هيرنينج إلى مدينة أرغورس حيث يسكن: “بعد فترة من مقابلة رئيس القسم بدأت أتسائل لماذا أضع نفسي في فوهة المدفع وهل كان تصرفي عقلاني، ولكنني أيقنت أن الخطورة موجودة ولكنها ليست أكبر من أي عمل طبي آخر في أي مستشفى، وبالعكس نحن في القسم نأخذ كل تدابير الوقاية والسلامة لأننا نعلم أننا نتعامل مع ضحايا فيروس كورونا، وهذا ما طمأنني”.
وحول تدابير الوقاية شرح الطبيب محمد: “عندما أبدأ عملي في الصباح أقوم بارتداء المعطف الطبي وكمامة ونظارات بلاستيكية للوقاية وكذلك معطف بلاستيكي أقوم بتغيره بعد معاينة كل مريض، هذا إضافة إلى استخدام المعقمات والتعامل السليم مع كل الأدوات الطبية والحرص على عدم الاحتكاك لفترة طويلة مع المرضى”.
ويوضح الطبيب محمد أن القسم قام بتخصيص ممرضة مهمتها هي مراقبة اتباع قواعد السلامة وتوفير كل الخدمات المتعلقة بحماية الطاقم الطبي وكيفية التعامل في حال تم تسجيل أي أعراض لأحد الكوادر الطبية. وهنا لم ينسى الطبيب محمد أن يقدم شكره الكبير للممرضات في المستشفيات ويردف قائلاً: “الممرضين والممرضات هم خط الدفاع الأول ويقومون بعمل جبار في رعاية المرضى وتوفير أفضل خدمات لهم”.
طريقة تعامل المستشفيات مع حالات كورونا
وعن كيفية التعامل مع الحالات التي تصل المستشفى يشرح الطبيب محمد : “عندما تصل حالة لقسم الطوارئ تعاني من أعراض يشتبه بأن يكون قد تسبب بها فيروس الكورونا يتم عزلها وأخذ منها عينة للفحص، وإذا تطلب الأمر توضع في قسم الطوارئ لمدة أربع وعشرين ساعة للمراقبة، فإذا تحسنت الحالة يسمح لها بالخروج من المستشفى وتعطى بعض التعليمات وإذا لم تتحسن يتم نقلها إلى القسم الذي أعمل به”.
ويضيف الطبيب محمد الذي درس الطب في جامعة القاهرة وحصل على شهادة الدكتوراة في الطب من جامعة أرغوس في الدنمارك عام 2015: “عندما تصل الحالة إلى القسم الذي أعمل به، نقدم لها العناية اللازمة ونتعامل مع جميع الأعراض والأمراض المصاحبة، وفي الغالب تكون الحالات تعاني من أمراض مزمنة كالسكري والقلب والأمعاء ولذلك من المهم أن تلقى العناية المطلوبة باستمرار.”
ويشير الطبيب محمد إلى أنه قد قام خلال الأيام الماضية بالسماح بخروج مريضة بالكورونا في عقدها السادس وتعاني من عدة أمراض مزمنة بعد أن رقدت 20 يوما في المستشفى وتماثلت للشفاء، مؤكداً أن أغلب المرضى يتغلبون على المرض ويعطي مثال لمريض بالكورونا والسرطان كان أيضا يتلقى العلاج الكيماوي وبالرغم من ذلك استطاع أن يهزم الكورونا ويعود إلى بيته.
هذا ومن المقرر أن يستمر الطبيب محمد في عمله في قسم الكورونا حتى نهاية شهر ابريل الجاري، حيث سينتقل بعدها إلى مستشفى سكايبي في مدينة أرغورس.