وزير الأجانب والاندماج ماتياس تسفايه
هو من مواليد أورغوس عام 1981 من أب إثيوبي وأم دنماركية. فاز بعضوية البرلمان للحزب الإشتراكي الديمقراطي عام 2015 عن دائرة ضواحي كوبنهاجن، وشغل منصب الناطق للحزب لشؤون الأجانب والهجرة والاندماج. نُصّب وزيراً للأجانب والاندماج عند تشكيل الحكومة الحالية صيف 2019.
أنهى دراسة البناء من معهد أورغوس المهني عام 2001. تاريخ تسفايه حافل بالمشاركة والنشاط السياسي والنقابي والإنضمام في عدة أحزاب سياسية. في شبابه انضم في العام 1995 إلى تنظيم ” الشباب الأحمر” التابع للحزب الشيوعي الدنماركي. وفي العام 2005، إنتقل الى حزب لائحة الوحدة ومنها إلى حزب الشعب الإشتراكي (SF) في العام 2008، وشغل لفترة شهور قليلة منصب نائب رئيس الحزب، إلى أن إنتقل الى صفوف الحزب الإشتراكي الديمقراطي بداية عام 2013.
كان تسفايه أيضاً ناشطاً نقابياً وعمل كسكرتير مهني لقطاع البناء في نقابة 3F. له عدة مؤلفات منها “حزام الأمان -2004″، “نحن لسنا حيوانات – ولكن ألمان -2010″، ” أهلا وسهلا يا مصطفى – خمسون عاماً من سياسات الحزب الإشتراكي الديمقراطي للشؤون الإجتماعية وسياسة الأجانب – 2017″. ماتياس تسفايه متزوج من سينه هاجل أندرسون ولهما طفلين.
سياسة الهجرة واللجوء في الدنمارك ليست وليدة السنوات الأخيرة، فمنذ السبعينات كانت هذه السياسة ساحة لمشادات ونقاشات حادة، لكنها كانت محصورة في البرلمان وبين فئة محدودة. في العام 2001 تقلد أندرس فوج راسموسن رئاسة الوزراء، وشكل حزب الشعب الدنماركي الحاضنة النيابية وضمن الأغلبية لحكومة راسموسون في البرلمان. وفي تلك الفترة شكلت أول وزارة للأجانب والاندماج وأصبحت سياسة الهجرة والأجانب واللجوء من أهم الأصعدة في السياسة الدنماركية ولها اليد العليا في الفوز بالإنتخابات وتشكيل الحكومات، حتى أن حزب الشعب الدنماركي كان يحصل على مقابل دعم قوانين الموازنة بتشديدات كثيرة ومتتالية لسياسات الهجرة واللجوء.
واستمر الحال مع رئيس الوزراء الأسبق لارس لوكه راسموسن. وعلى الصعيد الشعبي وعدة أحزاب سياسية، أيد غالبية المجتمع الدنماركي سياسة هجرة ولجوء متشددة، خصوصا خلال موجة اللجوء عامين 2015 و 2016. بالإضافة الى إنشاء أحزاب أكثر تشددًا وتطرفاً من حزب الشعب الدنماركي، والذي كان شبه المسيطر على التشدد ضد ديانة الإسلام والأجانب من الشرق الأوسط واللجوء. كذلك ظهر العديد من سياسيين وناشطين مستقلين معلنين التشدد والعداء للأجانب واللاجئين خصوصا من الشرق الأوسط. عند تسلم ميته فريديركسن رئاسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بدأت سياسة الحزب بالتشدد تجاه الأجانب والهجرة واللجوء والاندماج، والتحضير للفوز بالانتخابات ورئاسة الوزراء. هنا لعب ماتياس تسفايه مع ميته فريديركسن دوراً مهماً في إقناع الناخب الدنماركي في تحول سياسة الحزب، وإنه لن يخفف من التشديد في سياسة الهجرة واللجوء والاندماج والشؤون الإجتماعية للأجانب واللاجئين. فأيد الحزب مثلاً الاستمرار في قانون منع غطاء الوجه، وقانون سقف المعونات وشرط المصافحة باليد عند تسلم الجنسية الدنماركية الخ.
بعد تشكيل الحكومة، إستمر ماتياس بالتوجه المتشدد، ولكنه أضطر الى إخراج العائلات مع أطفال من معسكرات اللجوء، وإلغاء مشروع معسكر الترحيل فوق جزيرة نائية. كان ذلك ضمن شروط واتفاق مع حزب الراديكال،وحزب الشعب الإشتراكي وحزب لائحة الوحدة وحزب البديل. فهل يواصل ماتياس تسفايه مسيرته السياسية من اليسار إلى اليمين؟
تعليق واحد