الملكة تدخل عقدها التاسع والدنماركيون يحتفلون بها بطرق بديلة
لا يكاد المرء يميز إن كان الربيع هو الذي يعيد البسمة لوجوه الدنماركيين أم فرحتهم بعيد ميلاد ملكتهم، فمنذ بداية نيسان من كل عام تمتلئ الشوارع بالأعلام وتنتشر الفرحة في عموم البلاد، فالملكة هنا تحظى بشعبية كبيرة وتلقى احتراماً من الغالبية العظمى من الشعب.
كيف لا وهي التي تحرص دائماً على أن تكون قريبة من الناس، ففي كل عام نشاهد صورها مع الأطفال والكبار، مع النساء والرجال، في المصانع والمدارس ودور الرعاية، تفتتح المراكز الثقافية والمكتبات وتقف احتراما لأسر ضحايا القوات المسلحة، كما أنها لا تمل من ركوب البحار وقطع المسافات الطويلة لتمثيل الدنمارك في الخارج.
كل هذا يحدث بتواضع قل نظيره، فالملكة أيضا تتسوق أحيانا من نفس المتاجر التي يرتادها شعبها وتمارس هواية الرسم والنحت، وكما هو معروف عنها فهي تحب التدخين. وتبرز مواهب ملكة الدنمارك مارغريت الثانية في مجال الفنون بشكل عام، حيث قامت بتصميم الأزياء والديكورات لعرض باليه كسارة البندق الذي تم عرضه في موسم عيد الميلاد لعام 2016، وكانت حينها متشوقة لليلة الافتتاح ورؤية رد فعل الجمهور على أعمالها.
احتفالات الدنماركيين بملكتهم
تعود الدنماركييون في مثل هذا اليوم التجمهر في ساحة قصر أمالينبورغ في وسط مدينة كوبنهاجن لتطل عليهم الملكة مارجريت الثانية من شرفتها لتهنئتها بعيد ميلادها، ولكن نظراً للظرف الراهن المتعلق بانتشار فايروس كورونا قام القصر بالإعلان عن إلغاء كل العفاليات التي كانت مقررة للاحتفال بعيد ميلاد المكلة الثمانين لهذا العام، كما أعلن القصر عن رغبة الملكة، وهي أن يقوم المهنئون بإرسال الورود إلى مسنٍ يمر بوقت عصيب بدلا من إرسالها لها. وأضاف القصر بأنه بدءاً من 14 إبريل يمكن للأشخاص الذين يرغبون بإرسال التهاني للملكة في عيد ميلادها بأن يقوموا بذلك من خلال موقع إلكتروني مخصص.
من الطفلة مارجريت إلى الملكة مارجريت الثانية
عندما أبصرت الطفلة مارغريت النور في السادس عشر من نيسان/أبريل 1940 كانت البلاد لتوها قد سطقت في قبضة القوات النازية واليوم تطفئ الملكة مارغريت الثانية شمعتها الثامنين وبلدها تقاوم من أجل التخلص من قبضة فيروس كورونا.
عند ولادتها كانت مارغريت الابنة الأولى لولي العهد آنذاك الأمير فريدريك وزوجته الأميرة أنجريد، وعندما توج الأمير فريدريك ملكاً لم تكن مارجريت وريثة العرش حيث كان لقب ولي العهد مقتصر على الأبناء الذكور فقط، ولذلك كان من المتوقع أن يتوج عمها أرفبرينز كوند ملكاً بعد الملك فريديريك.
ولكن مع تزايد دور النساء في المجتمع الدنماركي في ذلك الوقت ومع تعديل الدستور سنة 1947 ومن ثم عرض التعديل على البرلمان الدنماركي لحكومتين متعاقبتين، أصبحت مارجريت وبموجب استفتاء شعبي عام 1953 ولي العهد الجديد في الدنمارك وكانت وحيدة أبويها، وحملت لقب ولي العهد حتى وفاة والدها الملك فريدريك في 14 يناير/كانون الثاني 1972، وتوجت ملكة على مملكة الدنمارك باسم مارجريت الثانية.
في 10 يونيو/حزيران 1976 تزوجت الملكة مارجريت الثانية من الأمير هينريك وأنجبا الأمير فريدريك (ولي عهد الدنمارك) والأمير يواكيم. توفى الأمير هنريك في شهر فبراير/شباط العام الماضي ودفن بعيداً عن مقابر العائلة المالكة وفقاً لوصيته.
كُرمت الملكة مارجريت الثانية من جهات عديدة من أبرزها وسام الصليب الأعظم الخاص من درجة استحقاق من جمهورية المانيا.