أفكار لتعليم العربية في البيوت في ظل الحجر المنزلي
بادىء ذي بدء، علينا الاعتراف والتسليم أن اللغة الأم لأبنائنا في الدنمارك هي اللغة الدنماركية وليست اللغة العربية، ويمكننا من خلال اختبار بسيط يسمى “اختبار العواطف والمشاعر والأفكار” تحديد اللغة الأم لأبنائنا، حيث يتطلب هذا الاختبار مراقبة ابنك عندما ينفعل إيجابا (الفرح المفاجىء) أو سلبا (الغضب المفاجىء) وتستمع إلى الأصوات التي يصدرها من فمه، أهي أصوات عربية (وبالتالي تكون اللغة الأم له هي العربية)، أم أصوات دنماركية (وبالتالي فإن اللغة الأم له هي الدنماركية).
وهذا يحتم علينا التسليم أن تعليمهم العربية سيكون على أساس أنها إما لغة ثانية وإما لغة أجنبية، وليس تعليمها كما يتعلمها الأبناء في بلادنا العربية. وهنا أطلب من الآباء والأمهات التخلي عن معتقداتهم السابقة في التدريس؛ أي لا تدرّس ابنك كما درسك معلمك.
ويركز علم اللغات في تعليم اللغات الثانية أو الأجنبية على تعليم أربع مهارات مرتبة:
- مهارة الاستماع: وهي المهارة التي تعمل قبل الولادة وبعد الموت لفترة محددة، وقد علمنا الرسول – صلى الله عليه وسلم- أن نُسمع المولود الجديد أصوات العربية من خلال الآذان في أذنه. وتعد هذه المهارة الأهم، فالذي لا يسمع أصوات العربية لا يمكنه النطق بها، وكل خطأ في هذه المهارة سيؤدي إلى خطأ في الكلام والقراءة والكتابة. ولتنمية هذه المهارة أنصح بالتالي:
- اِسماع البناء العربية يوميا، ولا ننسى أن 60- 70 % من العامية أصله فصيح.
- جعل الأبناء يتابعون البرامج التلفازية الهادفة مثل برنامج (سراج تعليم العربية)، وقناتي جيم وبراعم.
- مهارة الكلام: وتعد من المهارت الصعبة على الأبناء، ولكن إن استمع الابن جيدا فسوف يتكلّم جيدا. ولتنمية هذه المهارة أنصح بالتالي:
- التكلم معهم بالعربية، مما يعزز مهارات التفكير العليا لديهم عندما يقومون بالتحليل اللغوي التقابلي بين اللغتين العربية والدنماركية.
- السماح للأبناء بارتكاب الأخطاء أثناء كلامهم، فلا نقاطعهم، بل نجعلهم يُتمون، وعندما ينهون كلامهم نصححهم تصحيحا غير مباشر.
- متابعة البرامج التلفازية سابقة الذِّكْر.
- تسمية الأشياء الموجودة في البيت بأسمائها العربية، فنقول: أريكة وليس Sofa، ثلاجة، كرسي، غرفة النوم …إلخ.
- جعلهم يمثلون دور الأب ودور الأم في البيت، بشرط التكلّم بالعربية اثناء ذلك.
- مهارة القراءة: ليست القراءة أن يقرأ الابن دون أن يفهم المقروء، فنحن العرب نستطيع أن نقرأ لغة الأُوردو، لكننا لا نفهمها، وهذا بعيد كل البعد عن القراءة الفكرية (أن أقرأ وأفهم المقروء).
ولتنمية هذه المهارة أنصح بالتالي:
- عرض لوحة الحروف الهجائية في غرفة الطفل، بشرط أن تكون بداية الكلمات مفتوحة الحركة، كأن نقول: ب بَطة وليس ب بُرتقال. ت تَمر وليس ت تُفاحة، ح حليب وليس ح حِصان.
- عرض صور أفراد الأسرة على الجدار، وكتابة اسم كل واحد إلى جانب صورته، ثم الطلب من الابن أن يسمّي الشخص في الصورة وينظر في نفس الوقت إلى اسمه المكتوب، وبعد تكرار هذا الأمر يوميا، ستجد أن الابن قادر على قراءة الأسماء دون وجود الصورة. وهذا ما نسميه (القراءة التصويرية) والتي تجعل الابن قارئا سريعا في المستقبل.
- كرر النقطة الأولى مع مجموعة من الأشياء، كأثاث المنزل، أسماء الفاكهة، أسماء أيام الأسبوع…إلخ.
- القراءة التسويقية: اجعل ابنك يحاول قراءة الحروف والكلمات المكتوبة على بعض السلع الاستهلاكية: خبز، حليب، دجاج …إلخ.
- القراءة الحوارية: أي قراءة القصص المصورة مع أبنائنا ومناقشتهم في فهم المقروء.
- يمكننا الانتقال إلى القراءة التركيبية بعد أن يكون الابن ادّخر رصيدا من الثروة اللغوية العربية، وهنا أنصح بكتاب (خلاصة القاعدة البغدادية لتعليم أسس القراءة والكتابة) المتوفر على الشابكة (الإنترنت).
- مهارة الكتابة:
- المرحلة الحسية (الرسم بالحواس): تشكيل الحرف بالمعجون أو الخرز أو الكتابة على الرمل مراعياً الاتجاه الصحيح.
- مرحلة رسم الخط بالألوأن: أن يلوّن الحرف المحدد هندسياً مراعياً الاتجاه الصحيح.
- مرحلة الرسم بالسير على التنقيط: أن يكتب الحرف المنقط والمعد مسبقاً أو أن يشكل الطالب الحرف بسيره على نقاط معدة مسبقاً لصورة الحرف مراعياً الاتجاه الصحيح.
- مرحلة الرسم الحر: أن يقلد الحرف النموذج المكتوب في كتاب الخط مراعياً الاتجاه الصحيح.