تقرير: مبادرة الخط الساخن من رابطة المرأة الفلسطينية في الدنمارك
الجمعيات المحلية هي جزء من هذا المجتمع وعليها تقديم كل ما تستطيع من مساعدة وتعاون، وكل له دوره وذلك بحسب إمكانياته، فالكل مسؤول والكل جزء من هذا المجتمع وشريك في هذا الوطن الذي نتمنى له الخير دائماً من أجلنا ومن أجل أبنائنا ومستقبلهم. فأولادنا هم مواطنون دانماركيون ولدوا في الدانمارك ويحبونها وينتمون لها، ومن أجل جميع فئات الشعب الدنماركي، فنحن جميعاً أشقاء وأخوة في الإنسانية وشركاء في الوطن. واليوم نضيء على مبادرة لإحدى الجمعيات المحلية، وهي مبادرة خدمة الخط الساخن من رابطة المرأة الفلسطينية في الدنمارك، حيث تواصلنا مع رئيسة الرابطة ورئيسة المبادرة السيدة انتصار عباس للتعرف أكثر على هذه المبادرة.
انتصار عباس مواطنة دنماركية من أصل فلسطيني خريجة ماجيستير علوم إنسانية،
عملت في العمل التطوعي منذ ٣٠ سنة مع مراكز وجمعيات مختلفة في المجالات الاجتماعية والثقافية والتعليمية، ومع مختلف الفئات العمرية أطفال، شابات، نساء.
وترأس حالياً جمعية رابطة المرأة الفلسطينية في الدانمارك والتي تأسست منذ ستة شهور وأعلن عن تأسيسها في فبراير/شباط 2020.
“كجزء من هذا الوطن، كمواطنين دانماركيين ومن دافع المواطنة والانتماء للدنمارك والمسؤولية والشراكة في هذا الوطن، وبدافع حب الدنمارك والشعور بالمسؤولية تجاه البلد الذي نعيش فيه والذي قدم لنا الكثير، ونحن كدنماركيين من أصول فلسطينية نشعر بالواجب نحوه ونحو المجتمع الذي نحن جزء من تركيبته، فكلنا في مركب واحد، فإذا غرقنا غرقنا جميعاً، وإذا نجونا فسننجوا وننجح جميعاً ونخرج من هذه المحنة بالتعاون سوياً”. بهذه الكلمات عبرت رئيسة رابطة المرأة الفلسطينية في الدنمارك السيدة انتصار عباس عن دوافع الرابطة لإطلاق مبادرتها المجتمعية، والتي تتمثل في إطلاق خدمة الخط الساخن للأسئلة والاستشارات الطبية والنفسية في كل ما يخص أزمة كورونا الحالية. ومبادرة الخط الساخن هي عبارة عن توفير أرقام هواتف للتواصل في حال حاجة أي شخص في الدنمارك لطلب المساعدة، على سبيل المثال من فئة كبار السن خاصة ممن لا يستطيعون تأمين احتياجاتهم، أو يودون الإستفسار والسؤال عن أمور تتعلق بالوضع الحالي. وتقدم المبادرة إرشادات طبية ونفسية وصحية وتوعوية، وذلك عبر التواصل على الأرقام المخصصة.
ويقوم على هذه المبادرة بحسب السيدة انتصار عباس فريق من عضوات رابطة المرأة الفلسطينية في الدنمارك اللواتي أبدين استعداداً لتقديم المساعدة ولديهن الخبرة في ذلك، فمنهن خبيرات بالعمل مع كبار السن في مراكز إيواء العجزة، ومنهن ممرضات وأخصائيات نفسيات وطبيبات من أصول فلسطينية واللواتي وضعن أنفسهن جميعاً تحت تصرف الرابطة في حال تواصل أحد لطلب المساعدة والإرشادات اللازمة.
وعن تحديد الفئة المستهدفة قالت السيدة انتصار عباس “نحن جمعية نسائية تعنى بالمرأة أولاً لأنها نصف المجتمع وتربي النصف الآخر، ولذلك نعتبر المرأة هي ركيزة بناء المجتمع وأساسه، ولكن بالنسبة لمبادراتنا المتعلقة بالوضع الحالي فهي تخص الجميع وتهتم بجميع فئات المجتمع رجالًا ونساءً وشباباً وأطفالاً.
وأضافت، “الأولوية لدينا لمن لا يتقن لغة البلد من العرب وغيرهم ممن يتكلم العربية أو الانكليزية مثل كبار السن وأيضاً من الذين قدموا حديثاً إلى الدانمارك، وذلك لمساعدتهم ووضعهم في صورة ما يجري من حولهم، ومواكبة الأحداث، وتطبيق توصيات السلطات في ظل الأزمة الحالية، ومساعدتهم على الاندماج السريع في المجتمع الذي يعيشون فيه.”
وعند سؤالنا عن آلية استقبال الأسئلة أجابت السيدة انتصار عباس بأن ذلك يتم عبر التواصل على أرقام الخط الساخن سواء من خلال الرسائل النصية أو الاتصال المباشر أو عبر إرسال الرسائل على صفحة الرابطة على الفيسبوك وفي أي وقت، لأن غالبية المتطوعات اللواتي لديهن الخطوط متفرغات حالياً من العمل بسبب الأوضاع الراهنة.
أما عن وسائل الإعلان المستخدمة للتعريف بالمبادرة ونشرها، فقد أضافت رئيسة المبادرة “بما أننا في حجر صحي فاعتمادنا على وسائل وسائل التواصل الاجتماعي، مثل تطبيقات الواتساب والفيسبوك وخصوصاً عبر صفحتنا في الفيس بوك: رابطة المرأة الفلسطينية في الدانمارك”
وأضافت بأن المبادرة لاقت ترحيباً وتشجيعاً من فريق العمل لأن الجميع الآن وخاصة في إدارة الرابطة يسعى للمساعدة والتعاون وتقديم ما يستطيع من أجل الخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر للجميع، وأما على صعيد الجمهور فقد لاقت المبادرة صدىً جيداً، وتتنوع الأسئلة من الناس بين أمور كثيرة، فمنهم من يسأل عن الأعراض، واذا كان هناك شك بأن أحدهم لديه عدوى بالإصابة بالفايروس فيتم توجيهه وإرشاده إلى كيفية التواصل مع الجهات الرسمية والخطوط التي وضعتها الدولة من أجل ذلك، ومنهم من يطلب المساعدة النفسية والنصيحة، ومنهم من يسأل عن أساليب الوقاية، وغيرها من الأسئلة.
“نحن جمعية تطوعية غير تجارية قائمة على العمل التطوعي، وفي هذه المبادرة لا يوجد لدينا تحديات تذكر، وما زلنا في البداية، ونأمل لمبادرتنا أن تصل لعدد كبير من الفئة المستهدفة، ونتمنى أن نستطيع المساعدة وتقديم الخدمات للمحتاجين ونسعى لذلك بكل ما نستطيع من إمكانيات، ونرحب بكل من يريد المساعدة والتعاون.” بهذا أجابت رئيسة المبادرة عن شق التحديات وما إذا كانت الرابطة بحاجة لدعم معين لدعم مبادرتها.
ولم تكن خدمة الخط الساخن المبادرة الوحيدة التي أطلقتها الرابطة في ظل أزمة الكورونا، بل كان لها عدة مبادرات منها الإرشاداية والتوعوية ومنها الرصد الصحي وكذلك مشروع خياطة الكمامات، والذي أخبرتنا عنه السيدة انتصار عباس قائلة “بما أن الصيدليات لا يوجد بها كمامات، ونظراً للحاجة إليها، فقد بدأت رابطة المرأة الفلسطينية بحياكة الكمامات التي تعقم بالغسل على درجة عالية ويعاد استخدامها مرة تلو الأخرى، وذلك لضمان الحماية للنساء خاصة وعائلاتهن المضطرين للخروج للعمل، الدراسة، ركوب المواصلات العامة ، أو قضاء حوائجهم في الخارج ومخالطة الناس. وسيتم تأمين الكمامات بداية لعضوات الرابطة كتكريم لهن ومن ثم للراغبين بها.”