تحول كبير في خطة الدولة لمكافحة كورونا
تتهيأ السلطات الصحية في الدنمارك لتدشين تحول كبير في خططها لمواجهة وباء فايروس كورونا. هذا ما أعلن عنه مدير مديرية الصحة سورن بروستروم لصحيفة يولانس بوستن اليوم.
ويقوم هذه التحول على قاعدتين أساسيتين: الأولى، زيادة أعداد الاختبارات اليومية للأشخاص المشتبه بهم والمصابين المحتملين، إلى أقصى حد ممكن، قد يصل إلى عشرات الآلاف باليوم الواحد.
والثانية، نقل مهمة تتبع الملامسين والمخالطين، من السلطات الصحية إلى المصابين أنفسهم، حيث يجب عليهم، بعد أن تتأكد إصابتهم، الإبلاغ عن ملامسيهم ومخالطيهم على الفور لفحصهم . ويعتبر الشخص ملامساً للمصاب إذا كان يشاركه السكن، أو إذا قابله وجهاً لوجه وعن قرب، لمدة 15 دقيقة فما فوق.
استعادة المجتمع لنشاطه
وتعتمد الخطة الجديدة، كما يقول بروستروم، على مدى الشعور بالمسؤلية لدى المواطنين، خصوصا بعد أن تزداد الاختبارات اليومية من 10000 اختبار حالياً، إلى حوالي 40000 اختبار يومياً، وهذا يعني الكشف عن مزيد من المصابين، ويصبح من الصعب على السلطات الصحية وحدها تتبع الأعداد الكبيرة من الملامسين.أما الهدف الأساسي من هذا التحول فهو حسب بروستروم، حصر العدوى في أضيق الحدود وتجنب العزل الجماعي قدر الامكان.ومن شأن هذه الخطة أن تساعد على فتح البلد بوتيرة أسرع، وبما يؤدي لاحقاً إلى استعادة المجتمع لنشاطه المعتاد.وحسب الخطة الجديدة يتطلب الأمر فحص الملامسين للمصابين عدة مرات في أول اسبوع للتأكد نهائياً من سلامتهم.
سر الخيم البيضاء
وكانت السلطات الصحية في البلد قد شرعت قبل إسبوعين بإقامة مراكز إختبار مؤقتة في الحدائق العامة وفي عدة مدن. واتخذت هذه المراكز شكل مجاميع من الخيم البيضاء، وبلغت حتى الآن 16 مركزاً. وعندما سألوا برستروم عن هذه الخيم في حينه رد بقوله، سنكشف بعد إسبوعين سرها ونعلن الهدف من إقامتها.
مفترق طرق
وبينما وصف بروستروم هذا التغيير الذي طرأ على خطة المواجهة بالتحول الضخم والنموذجي، وصفته مديرة معهد العلوم الطبيعية في جامعة روسكلده لونه سيمونسن بأنه يضع البلد على مفترق طرق. وأضافت، يمكننا قهر هذا الوباء إذا اتبعنا إستراتيجية إختبار هجومية للغاية. مسؤول ملف الصحة في حزب الفنسترا المعارض عبر من جهته عن قلقه من هذا التغيير وقال بأنه ما زال لا يشعر بالأمان.
وعلى الرغم من وجود شكوك كثيرة حول هذه الخطة الجديدة فإن السلطات الصحية تتوقع أن تنقل البلد إلى صدارة الدول التي تواجه الوباء بوسائل شديدة الفعالية.