تقدم مهم في جهود العالم لمكافحة الكورونا
أُعلِنَ مؤخرا عن إحراز تقدم ملموس في الجهود الدولية لصناعة دواء فعال ضد مرض كوفيد 19 الذي يتسبب به فايروس كورونا المتجدد المنتشر في كافة أنحاء العالم حالياً. وجاء هذا الإعلان من السلطات الصحية الأمريكية التي قررت أن تعلن بوقت مبكر جدا عن هذا النجاح. ويتعلق الموضوع برمته بمشروع بحثي واسع النطاق شاركت به مختبرات طبية في عدة دول، والدنمارك من بينها، لتطوير دواء فعال يستند الى عقار رمديسيفير المضاد للفيروسات والذي تنتجه شركة امريكية كبرى.
وتعليقا على هذا المشروع قال البروفيسور ينس لوندغرين مسؤول قسم الأمراض المعدية في المستشفى الوطني Rigshospitalet في كوبنهاجن، ومنسق المشروع المذكور في الدنمارك “إن هذا التقدم سيرفع فرص العلاج عندنا الى مستوى أعلى. الآن يمكننا أن نصمم دراسات إضافية بالاستناد الى ما توصلنا إليه. وبذلك لم يعد السؤال ماذا نقدم للمرضى وإنما ماذا سنفعل بالاضافة الى ذلك”، لكي يكون العلاج فعالا.
مشروع عالمي
وشارك في المشروع الذي بدأ في 21 فبراير/شباط الماضي، 1063 مريضا موزعين على 68 موقعاً ومن عدة دول، منهم 42 مريضا من الدنمارك. حيث أعطي نصف المشاركين في المشروع عقار رمدسيفير سابق الذكر، فيما أعطي النصف الآخر من المرضى المشاركين علاجاً وهمياً. النتائج المبكرة التي تحققت حتى الآن والتي سارعت السلطات الصحية والسياسية الامريكية للاعلان عنها، أظهرت أن المعالَجين بالعقار المذكور تماثلوا للشفاء في 11 يوماً، في حين استغرق النصف الثاتي 15 يوماً للشفاء. أما نسبة الوفيات فقد بلغت بين المعالجين بالعقار 8% في حين ارتفعت عند غير المعالجين الى 11,6%.
أفضل نتائج
ومع تواضع هذه النتائج، فانها تعتبر افضل نتائج حققها مشروع دواء مضاد لمرض كوفيد 19 حتى الآن، ولعل هذا ما يفسر سرعة الاعلان عنها من قبل اعلى المستويات الصحية والسياسية الأمريكية، وقرارها بسرعة إجازة العقار لاستخدامه على نطاق واسع في أمريكا وخارجها. اما في الدنمارك فقد عبر البروفيسور لوندغرين عن استغرابه لسرعة الاعلان عن النتائج قبل انتهاء التجارب، ووصف ذلك بانه مسؤولية كبيرة. وأكد بان تلك النتائج ستكون أساسا لدراسات إضافية من أجل تطوير العقار المشار اليه وزيادة فعاليته. وشدد لوندغرين على أن هذا العقار لا يعني أبداً أننا أصبحنا في مأمن من كوفيد 19.
تجدر الاشارة الى أن عقار رميدسيفير قد تم تطويرة قبل عدة سنوات لمعالجة مرضى سارس، وهو مرض نتج عن فايروس ينتمي الى نفس العائلة الفايروسية كورونا، ويعمل هذا العقار على إعاقة انتشار الفايروس في خلايا الجسم، مما يسمح للجسم بمقاومته.