أحجار الفرح.. مبادرة ممرضة عربية تنشر الطمأنينة في مدينة دنماركية

في بعض الأحيان لا يحتاج المرء للكثير من الموارد لتحقيق أفكاره ورسم الإبتسامة على وجوه آلاف الأشخاص وزرع البهجة في قلوبهم، فبأحجار صغيرة وعلبة ألوان ساهمت ممرضة من أصول عربية في رفع معنويات عشرات الآلاف من سكان مدينة ألبرتسلوند Albertslund الدنماركية.

“من خلال طبيعة عملي مع كبار السن، اعتدت على أن أقول لهم في الأسابيع الماضية لا تقلقوا فالأمور ستكون على ما يرام وستعود الحياة لطبيعتها، وهذه هي الرسالة التي رغبت في توصيلها عبر هذا العمل” هكذا شرحت عبير السيد ديمير في إتصال هاتفي مع موقع نبض الدنمارك بداية فكرتها في تلوين أحجار ونشرها في مدينتها بهدف طمأنة السكان ونشر روح التفاؤل في مجتمعها المحلي.

ترحيب من الشرطة المحلية
وبعد أن قامت الأسرة بتلوين الأحجار قاموا بنشرها في عدة أماكن من المدينة وعن هذا تقول عبير: “منذ البداية قررنا أن نضع الأحجار في الأماكن التي يقف فيها الناس لغاية أو يرتادونها للتأمل، ولذلك وقع الإختيار على تقاطعات الطرق حيث تقف السيارات وينظر ركابها إلى اليمين والشمال واخترنا كذلك أن نضع أحجار أمام المدارس والحضانات لكي نطمئن الآباء والأمهات”.

الأحجار حملت عبارات كتبت باللغة الدنماركية ومن ضمنها: “هناك أمل.. ستتحسن الأمور وستعود الأمور للأفضل” ووزعت العائلة حوالي 40 حجر على مناطق متفرقة من المدينة.

عبير والتي تعمل كممرضة في قطاع خدمات كبار السن لم تتوقع هذا التجاوب الكبير من سكان المنطقة وعلقت قائلة: “أنا سعيدة جداً بالطريقة التي تفاعل بها المجتمع المحلي مع مبادرتي، وهذا شيء يسعدني ويجعلني فخورة بما صنعته أسرتي”.  

فرحة وفخر بالمبادرة
ولاقت مبادرة عبير وأسرتها ترحيب كبير من أهالي المدينة حيث رحب بها مسؤول الشرطة في المنطقة كيم كريستيانسن في تصريح لتلفزيون لوري وأضاف: “هذه الأحجار بعثت البهجة في قلبي فهي ملونة بألوان زاهية مفرحة وتحمل رسائل جيدة تساهم في رسم البسمة على الشفاه في وقت عصيب”.

وكشفت عبير عن فرحتها الكبيرة بصدى مبادرتها في الإعلام وأضافت: “لم أتوقع أن تكون ردة الفعل على هذا القدر من الإيجابية والترحاب”.

وبينت عبير بأن أطفالها استمتعوا كثيراً بالمشاركة في هذه المبادرة حيث أصبحت لديهم ذكريات مشتركة كأسرة في ظل أزمة الكورونا ستبقى في ذاكرتهم لعشرات السنين.

وأردفت قائلة: “عندما نتجول في المدينة يشير أطفالي إلى الأحجار التي مازالت موجودة على مفترقات الطرق وهم فخورين بهذه التجربة، ويهتفوم متحمسين: انظري ماما لقد فعلنا هذا سوياً”.
كما انعكس ذلك أيضاَ على أطفال عبير حيث حظوا باحترام كبير في المدرسة كما أصبحت مبادرة أسرتهم جزء من النقاش المدرسي حول التعاون في المجتمع المحلي في ظل أزمة الكورونا.