بعد اكتشاف خطأ في المؤشرات الصحية: إجراءات الإغلاق ربما كانت غير ضرورية
اعترفت مديرية الصحة العامة بوقوع خطأ مهم في مؤشر قوة انتشار العدوى smittetryk بفايروس كورونا في وقت مبكر من شهر مارس/آذار المنصرم. وهو المؤشر الذي اعتمدته الحكومة في حينه لتقدير مدى انتشار وخطورة العدوى، واتخذت، بناءً على ذلك، إجراءات الإغلاق المعروفة في الحادي عشر من نفس الشهر. فقد كان الرقم المعتمد لقوة انتشار العدوى في ذلك الوقت 2,6 في حين كان الرقم الصحيح 1,5 . ويقيس قوة أو ضغط العدوى smittetryk مدى سرعة انتشار العدوى بالفايروس، ويصدر معهد الدولة للأمصال ISS هذا المؤشر ويحدثه بين فترة وأخرى، اعتماداً على عدة معطيات إحصائية.
وقد لعب هذا المؤشر دوراً حاسماً في الكثير من قرارات الحكومة بخصوص وباء كورونا، حيث كان جزءاً مهماً من الأساس العلمي الذي بنيت عليه تلك القرارات. وارتباطاً بهذا الخطأ الذي يعتبره بعض خبراء الصحة فادحاً وخطيراً، حدث خطأ آخر في الاستنتاج عندما أعلن معهد الأمصال في الثلاثين من مارس/آذار الماضي، أن المؤشر المذكور قد انخفض من 2,6 الى 1,3 أي بمقدار النصف، وعزا ذلك الانخفاض الكبير الى إجراءات الدولة الشاملة، واعتبره دليلاً على نجاح تلك الإجراءات. في حين أن الانخفاض الصحيح في المؤشر كان من 1,5 الى 1,3 فقط، أي بنسبة 13% وليس 50% كما أعلن المعهد والحكومة في حينه.
وبينما اعترف وزير الصحة ماونس هونيكه Magnus Heunicke بهذا الخطأ في الحسابات، وجهت أحزاب المعارضة، ومنها حزب الفنستره والتحالف الليبرالي، انتقادات قوية للحكومة بسبب هذا الخطأ واعتبرت أن إغلاق البلد استناداً الى حسابات غير صحيحة كان أشد من اللازم، وطالبت بالتحقيق في تلك الحسابات.
يذكر أن الحكومة ستبدأ غداً الاربعاء جولة جديدة من المحادثات مع الأحزاب البرلمانية للنظر في توسيع المرحلة الثانية من عملية إعادة فتح البلد، وتسريع المراحل اللاحقة. وستكون هذه المستجدات حتماً على طاولة تلك المحادثات.