نتائج أولية لدراسة مهمة: الدنمارك أبعد ما تكون عن مناعة القطيع
أجرى معهد الامصال مؤخراً فحصاً لمئات الأشخاص الأصحاء، موزعين على ثلاثين بلدية دنماركية، وذلك بحثاً عن المواد المضادة لمرض كوفيد-19 في أجسامهم. حيث دعا المعهد بشكل عشوائي 2600 شخصا للمشاركة في الفحص الذي جرى في مخيمات الفحص المؤقتة، وقد استجاب 1071 شخصاً للدعوة. ويشكل هذا الفحص المرحلة الأولى من مشروع دراسة ستشمل آلاف الأشخاص من مختلف مناطق البلد.
نتائج مثيرة
النتائج الأولية للفحص جاءت مثيرة للانتباه، حيث بينت أن 12 شخصاً فقط من مجموع الأشخاص المفحوصين، كانت لديهم مواد أو أجسام مضادة للمرض، أي أنهم يتمتعون بالمناعة ضد المرض نتيجة إصابتهم به خلال الفترة الأخيرة، ولكن دون أن تظهر عليهم أعراضه. ورغم تحفظات معهد الامصال على هذه النتائج الأولية لأن الدراسة مازالت في بدايتها، فإنها تعني حسابيا أن 1,1% فقط من مجموع الأشخاص الذين تم فحصهم لديهم هذه المناعة المكتسبة ضد المرض، وعند تعميم هذا المؤشر على جميع مواطني البلد، يتضح ان الدنمارك بعيدة كل البعد عن حالة المناعة الجماعية، أو ما يعرف بمناعة القطيع، لأن هذه المناعة لا تتحقق بين المواطنين إلّا إذا تأكد اكتساب 60% من مجموع السكان لها.
ووفقاً لنتائج الفحص المبينة أعلاه يبدو ذلك بعيدا جدا عن الواقع الحالي في الدنمارك. فمواطنو البلد مازالوا عرضة لموجة جديدة وخطيرة من العدوى.
طريقتان لاكتساب المناعة
وتتحقق المناعة الجماعية للمواطنين من الأمراض المعدية بطريقتين لا ثالث لهما، الأولى تتحقق من خلال تلقيحهم جميعهم أو أغلبهم بلقاح آمن وفعال، وهذا لم يتحقق حتى الآن فيما يخص فايروس كورونا، أما الثانية فتتحقق من خلال إصابة ما لا يقل عن 60% منهم بعدوى الفايروس بشكل طبيعي. والطريقة الأخيرة محفوفة بمخاطر كثيرة خصوصاً إذا كان الفايروس فتاكاً كما هو حال فايروس كورونا. وقد جربتها عدة دول في بداية الوباء، مثل بريطانيا وإسبانيا وفرنسا، لكنها سرعان ما تخلت عنها. وقد تكون السويد الدولة الوحيدة التي اتبعت وما زالت تتبع حتى الآن خطة مناعة القطيع عن طريق العدوى.
ويتحفظ معهد الأمصال على تعميم النتائج الأولية التي توصل إليها، حتى الآن لأنها مازالت أولية، ويجب ان تشمل الفحوصات في نهاية المشروع، ما لا يقل عن 6000 شخص من مختلف مناطق البلد. وفي هذا الصدد قال مدير المشروع ستين ايتلبيرغ هذه فقط نتائج الجزء الأول من الدراسة التي سيتم تنفيذها تدريجياً. مازلنا في البداية وسيكون لدينا المزيد من النتائج في المستقبل.