طالبة سورية تحصل على العلامة الكاملة في الثانوية العامة بعد 4 أعوام ونصف في الدنمارك
الحياة مليئة بالتحديات والمفاجآت وكذلك الفرص والأفراح، طريق إبنة مدينة حلب السورية غنى العارف من مدينة حلب السورية إلى التفوق في إمتحان الثانوية العامة الدنماركية يعتبر نموذج مثالي لكيفية التعامل مع التحديات والفرص وصناعة الأمل والنجاح .
خلال السنوات الأربع الماضية كان هدف الطالبة غنى هو الوصول إلى مدرج كلية الطب في جامعة أودنسه التي تعيش فيها منذ قدومها إلى الدنمارك في نهاية عام 2015 ولم شملها مع زوجها، وها هي اليوم تعلن تفوقها في الثانوية العامة حيث حصلت على العلامة الكاملة في جميع المواد مما يمنحها فرصة لدخول أي تخصص ترغبه.
وفي إتصال مع موقع نبض الدنمارك قالت غنى:” أنا سعيدة جداً بهذا النجاح والحمد لله الذي وفقني في دراستي، في هذا البلد كل شيء ممكن عندما نعطيه حقه ونعمل ما نستطيع لتحقيقه”.
وأوضحت غنى أن تركيزها في أول عام من إقامتها في الدنمارك كان على تعلم اللغة الدنماركية واستخدامها بشكل يومي مما عزز لديها الثقة بالنفس ودفعها للرغبة في تحقيق المزيد من الطموحات والأحلام وأضاففت:” أنا أنهيت دراستي الثانوية في سوريا وبالفعل التحقت بجامعة هناك ولكن عندما قام زوجي بلم شملي إلى الدنمارك وجدت نفسي مطالبة بالبدء من جديد في مسيرة التحصيل العلمي فأندفعت لتعلم اللغة وبعدها حاولت أن أنهى المواد المطلوبة التي تمنحني فرصة الالتحاق بالتعليم الثانوي.”
وتبين غنى ابنة ال 23 ربيعا أنها رزقت بطفل بعد عام من قدومها إلى الدنمارك وأفرغت عام كامل لإجازة الأمومة ولكنها في هذا العام داومت على تعلم اللغة الدنماركية مما جعلها مؤهلة لمواصلة مشوارها التعليمي بسرعة وقالت:” أنا محظوظة بالدعم الذي قدمه لي زوجي خلال هذه الفترة حيث كان يساعدني في أعمال البيت ويقوم برعاية طفلنا بشكل دائم، مما فتح أمامي المجال لخوض غمار ترجمة تعليمية مكثفة وتحقيق هذا النجاح”.
دموع وحلوى في مدينة حلب
وبعد أن وضعت غنى القبعة الحمراء على رأسها وارتسمت ابتسامة الفخر على وجهها في مدينة أودنسه الدنماركية ارتفعت أصوات الزغاريد في حلب وبدأ أهلها بتوزيع الحلوى على الجيران في منطقة الصاخور حيث تعيش أسرتها وعن هذه الفرحة تقول غنى:” أهلي في سوريا كانوا فرحين جدا بنجاحي وأمي بكت من شدة الفرحة”.
وتكشف الطالبة غنى سبب اختيارها دراسة الطب حيث تقول:” والدة زوجي توفت قبل عامين ولم نستطع رؤيتها ومرت علينا أشهر صعبة وهي تعاني من مرض السرطان ولذلك فأننا قررت أن أدرس الطب لكي أعمل على مساعدة المرضى هنا في الدنمارك وجميع أنحاء العالم وأتمنى أن أتمكن من رسم الابتسامة على وجوه الناس في المستقل”.
ومساعدة الناس ليست شيء جديد على الطالبة الأم غنى فمنذ أن أتقنت اللغة الدنماركية عملت كترجمة متطوعة في مؤسسة مساعدة اللاجئين حيث ساهمت في توفير المعلومات للقادمين الجدد وحاولت أن تقدم لهم النصائح حول الحياة والدراسة في البلاد.
طريق صعب وتحفيز دائم من الأصدقاء
وتشير غنى إلى اهمية بناء علاقات مع الدنماركيين في بداية الحياة في البلاد كسبيل لإتقان اللغة وأيضاً من اجل التعرف على الفرص المتاحة في مجال التعليم والعمل وتقول:” تمكنت خلال الأشهر الأولى من بناء علاقات جيدة مع صديقة دنماركية اسمها كاميلا وساعدتني في الكثير من الأمور وكانت دائماً داعمة لي في قراراتي وتفتح أمامي أبواب المجتمع، لقد استفدت كثيرا من تحفيزها الدائم لي ودعمها المعنوي وبعد أن حصلت على العلامة الكاملة في الثانوية عبرت لي كاميلا عن سعادتها العارمة ولمست فيها صدق ما تقول مما أسعدني وأثلج صدري”.
وفي نصيحة لكل القادمين الجدد وأبناء الأجانب في البلاد قالت غنى:” يجب أن يعمل الشخص بجد من أجل تحقيق أهدافه ولا ييأس من أول فشل أو تحدي، فهذه البلد مليئة بالفرص وتعطيك الحق في تكرار التجربة بدون النظر إليك بشكل سلبي، وكذلك تتفهم ظروفك إذا كان لديك أطفال أو أي احتياجات أخرى، وأتمنى أن يستطيع جميع أخوتي السوريين والعرب من الاستفادة من هذه الفرص”.
وختمت الطالبة المتفوقة غنى حديثها بالتأكيد على عزمها بالعمل لرد ما وصفته الجميل الذي قدمه لها المجتمع وقالت:” أنا اعتبر هذا التوفيق والنجاح نعمة من الله ودين علي يلزمني تسديده عبر مساعدة الآخريين عبر العمل الإنساني وأيضا في المستقبل بمهنتي كطبيبة”.