عن صورتنا وواقعنا المؤلم في اسكندينافيا وأوروبا
تستيقظ على خبر: وفاة “رجل في الـ21 في حادثة في ضواحي مدينة آرهوس وسط غرب الدنمارك وفي متن الخبر ما يشير إلى أنه موت كجزء من “حرب عصابات”.. وإشارة إلى مناطق سكنية يقطنها مواطنون من أصول عربية.. ومن المخزي أن ننقل ما تكتبه تقارير صحف مثل “بوليتيكن” أو “بيرلنغسكا” و”يولاندس بوستن”، وحتى موقع التلفزيونين، دي آر1، و”القناة الثانية”، عن أسباب وخلفيات الاحتراب بين هؤلاء.. بل حتى محاولة بعض الشيوخ والأئمة في التدخل لوقف هذه الحلقة المفرغة لم تعجب لا المقتتلين ولا صحافة الدنمارك.. كما في “مولتا فاي”، التابعة لسايلسي، الواقعة إلى جنوب العاصمة كوبنهاغن.. حيث تسمى “حرب العشائر” (أو العائلات)
مادة دسمة للصحافة
فكم هو مؤلم تساقط شباب ولدوا وكبروا وضاع مستقبلهم، مثل آلام استمرار مهزلة “عصابات عشائر” عربية تحترب في “مولتا فاي” قرب الجسر الواصل بين طرفي الدنمارك.. وقتل في إطلاق نار في مالمو وضواحي كوبنهاغن واستوكهولم. يصبح كل فعل تقدم عليه مجموعة صغيرة من بين عشرات آلاف عرب الشمال الأوروبي، بما فيها “عصابات عشائر ألمانيا” (من عرب وكرد) مادة دسمة للصحافة المحلية، ويزيد من خزي الأخبار والتقارير أن هؤلاء يقتلون بعضهم ويصيبون مارة احترابا على “سوق المخدرات”.. من العجيب أن البعض، كما في صحافة الدنمارك، وصم تلك الأعمال، بعد أكثر من 30 سنة إقامة للمهاجرين، على أنها “ثارات قديمة حملها الناس معهم من لبنان” (كما تذهب صحيفة بيرلنغكسا في سلسلة تقارير عن مولتافاي، إلى جنوبي شيلاند حيث تقع العاصمة كوبنهاغن).. مخز أن يولد جيل في الغربة فيورث أحقاد ما حصل في لبنان قبل 33 سنة بين أقارب.. جمعهم الدنماركيون في مجمع سكني واحد لتبدأ دورة من “إثبات رجولة” صبية في الـ16 و17 سنة.. بدل أن تكسر تلك الحلقة المفرغة ويتوقف هذا العرض الذي يصور مهاجري المنطقة العربية على أنهم “جنائيون”..
لم تكن لي رغبة في التعبير عن موقف تجاه ما بات خطيرا وصورة منفلتة ومستغلة بالتأكيد من أحزاب شعبوية ويمينية متطرف لجذب الأصوات.. ولأنه لا يكفي الصراخ عندها بـ”إنهم عنصريون”.. ستظل تشعر بألم أن يفقد شباب حياتهم خلف القضبان أو في القبور بسبب سخافة سوق استعراضي وتحويل المهاجرين إلى عرض مسرحي ممل يتحول منذ 30 سنة إلى مادة دسمة للصحافة في السويد والدنمارك وألمانيا…
هذا مقال رأي ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر موقع نبض الدنمارك