دراسة دنماركية: فعالية الكمامات في الحماية من كورونا أقل من المتوقع
نشر موقع الإذاعة الدنماركية تقريراً حول دراسة أجريت مؤخراً حول فعالية الكمامات في الحماية من الإصابة بفايروس كورونا.
فهل تحمي الكمامة الشخص السليم من الإصابة بفايروس كورونا؟
الآن أصبح بإمكان الباحثين الدنماركيين تقديم الإجابة التي طال انتظارها:
على الرغم من أن النتائج تشير إلى أن الكمامة توفر حماية إضافية ضد الفايروس بنسبة تتراوح بين 15 و 20% ، إلا أن الأرقام لا تزال غير مؤكدة للدرجة التي تسمح للباحثين باستنتاج أي شيء بشكل قاطع.
وعلق ما هينينج بوندجارد Henning Bundgaard البروفيسور في Rigshospitalet وأحد الباحثين في المشروع بالقول: “تشير النتيجة إلى تأثير أقل مما توقعنا. قد يكون هناك تأثير أكثر اعتدالاً بنسبة تتراوح بين 15 و 20% في تقليل العدوى عند استخدام الكمامة لكن عندما نلجأ إلى هذه الأرقام لا يمكننا التعليق بشكل قاطع على ما إذا كانت الحمامة تحمي من يرتديها من غير المصابين”.
6000 دانماركي في تجارب الدراسة
بعد وقت قصير من إغلاق الدنمارك في مارس ، تلقى باحثون من منطقة العاصمة الدنماركية خمسة ملايين كرون للمشروع من مؤسسة سالينج Salling Fondene.
وقد شارك في الاستطلاع حوالي 6000 دانماركي، والذي استمر من أبريل/نيسان إلى مايو/أيار من هذا العام.
حيث كان على نصف المشاركين ارتداء الكمامات يومياً لمدة 30 يوماً بمجرد انتقالهم خارج منازلهم.
وكان من المقرر أن يعيش النصف الآخر من المشاركين بشكل طبيعي وأن يتصرفوا كالمعتاد ويتبعوا توصيات السلطات أثناء تفشي وباء كورونا.
وكان على المشاركين في الاختبار أيضاً إجراء اختبار الإصابة بالفايروس واختبار الأجسام المضادة عند بداية الدراسة ونهايتها. وبعد شهر تمت تسوية النتائج.
وأظهرت النتائج إصابة 1.8% من المشاركين بالفايروس من الذين ارتدوا الكمامة، فيما أصيب 2.1% من المشاركين بدون الكمامة بفايروس كورونا. ما يعني بأن هناك فارق نسبي يتراوح بين 15 و 20%.
ووفقاً لنفس المصدر نقلاً عن Anders Heissel من Rigshospitalet فقد نظرت الدراسة فيما إذا كان يمكن إصابة الأشخاص الأصحاء بالكورونا مع استخدامهم للكمامة، بينما ومن ناحية أخرى لم تبحث الدراسة ما إذا كان الأفراد المصابون بالفايروس يصيبون الآخرين الأصحاء مع استخدامهم للكمامات.
ومن بين 1000 شخص أصيب الكثيرون بالفايروس.
وفي حين حقق الباحثون فيما إذا كان الأشخاص الأصحاء يصبحون أقل مرضاً مع استخدام الكمامات، لم تبحث الدراسة فيما إذا كان الشخص المريض ينشر الفايروس بدرجة أقل في حال ارتداء الكمامات.
وعلى الرغم من عدم إجراء أي بحث علمي حول انتقال العدوى بهذه الطريقة بعينها وفقاً لهينينج بوندجارد فقد تم إجراء تجارب حيث تحدث المرضى وسعلوا وعطسوا خلال ارتدائهم للكمامات.
كما يمكن أن تجد الكثير من الفيروسات داخل القناع، وبالتالي هذه الفيروسات التي لا يصاب بها الآخرين. فلذلك سيكون هناك سبب وجيه للاستمرار في استخدام الكمامات، لأنك يمكن أن تمرض وتصيب الآخرين حتى لو لم تكن لديك أعراض كورونا، وفقاً ل هينينج بوندجارد.
وسيطلب بوندجارد من هيئة الصحة والأدوية الدنماركية تقييم ما إذا كانت الدراسة الدنماركية للكمامات لها عواقب على كيفية استخدام جميع الدنماركيين الكمامات في المستقبل .
وكانت الدراسة موضوع الكثير من الجدل في كل من وسائل الإعلام الدنماركية والدولية هذا الخريف، وذلك لأن الباحثين كانوا على علم بالنتيجة منذ فترة طويلة، لكنهم لم يرغبوا في نشرها.
وعلق بونجارد على ذلك بالقول: “عندما كنا مصرين جداً على نشرها في إحدى المجلات العلمية فذلك لأنه يعطي تأكيداً كبيراً حول صحة النتائج في حال نظر باحثون مستقلون في جميع بياناتنا وطرقنا واتفق الجميع مع الاستنتاجات. هذا هو الطابع الحاسم للغاية لجودة بحثنا، ويجعل من الممكن الاعتماد على النتيجة”.