منظمة دنماركية: لا نتفق مع قرار سحب الإقامات من السوريين
نشر المجلس الدنماركي للاجئين عبر صفحته الرسمية على الإنترنت مقالاً مفاده بأنه يجب على الدنمارك ألاّ تعيد اللاجئين إلى سوريا في الوضع الحالي، بقلم شارلوت سلينتي الأمين العام للمجلس الدنماركي للاجئين.
ووصف المقال الدنمارك بصفتها الدولة الوحيدة في أوروبا التي قررت السلطات فيها بأن مدينة دمشق تعتبر آمنة بالقدر الذي يسمح بإعادة اللاجئين السوريين إليها، ووصفت كاتبة المقال التقييم الدنماركي بأنه يبدو غير مفهوم.
ومع شهر مارس/آذار المقبل يكون قد مر على بدء الحرب الأهلية المستمرة في سوريا عشر سنوات حزينة، ولكن على الرغم من أن الحرب لم تنته ولم تُنسى لا تزال السلطات الدنماركية تعتقد بأن الظروف في دمشق جيدة للغاية بحيث يمكن الآن إعادة اللاجئين السوريين إلى هناك. لذلك وفي عام 2020 تم رفض 170 سورياً أو رفض تمديد تصاريح إقاماتهم في الدنمارك من قبل دائرة الهجرة الدنماركية في المقام الأول.
وتدعم الكاتبة نظريتها بتقارير لا حصر لها حول الوضع في سوريا -بحسب وصفها-، وتضيف بأن من الواضح جداً أن السكان المدنيين في سوريا لا يزالون يتعرضون لاعتداءات تعسفية وخطيرة من قبل المتمردين المسلحين أو الجماعات الإرهابية أو السلطات السورية، وعلاوة على ذلك لا تتسامح السلطات مع المنتقدين أو الأشخاص الذين يتعاطفون مع المعارضة، وتستمر في قمعهم بشدة هم وأفراد عائلاتهم. ويخضع السوريون الذين يسافرون عائدين بعد فرارهم لمزيد من التدقيق والشك أينما ذهبوا في سوريا. لذلك هناك احتمال كبير بأن يتعرض السوريون لخطر الاعتداء أو الاضطهاد الجسيم إذا أعيدوا إلى سوريا، ويجب لا يكون غياب القتال هو الحد الحاسم لاعتبار مدينة دمشق ملاذاً آمناً للاجئين العائدين.
وتضيف الكاتبة بأن وزير الخارجية الدنماركي جيبي كوفود قد قام سابقاً بوصف كيف تقوم الحكومة السورية بعدة أمور منها الاعتقالات العشوائية، وعن عدد السوريين داخل سوريا يعيشون اليوم في حالة انعدام الأمن. ومع ذلك فقد بدأت السلطات الدنماركية في سحب تصاريح إقامة اللاجئين السوريين وترغب في إعادتهم إلى أوطانهم وهذا على الرغم من أن عمليات الإعادة إلى الوطن لا يمكن تنفيذها عملياً.
وذكرت الكاتبة بأنه من المفارقات أن تكون الدنمارك تقدر عدد انتهاكات حقوق الإنسان بأنه كبير، ومن ناحية أخرى تريد إعادة الأشخاص الذين فروا من هذه الظروف.
وختمت الكاتبة المقالة بأنهم في المجلس الدنماركي للاجئين يعتقدون بأنه لا يزال من السابق لأوانه ومن الخطورة للغاية إعادة اللاجئين إلى سوريا، ويجب على الدنمارك أن تستمر في توفير الحماية للاجئين السوريين ومنحهم راحة البال التي يحتاجون إليها ليتمكنوا من الاندماج وتثقيف أنفسهم والعمل. باختصار، يجب على الدنمارك أن تتخلى عن قرارها بإعادة اللاجئين إلى سوريا، بحسب وصفها.