قرار ترحيل طالبة سورية على وشك التخرج يثير تعاطف سياسي وشعبي
بعد أن انتشر خبر قرار ترحيل الطالبة في الثانوية العامة آية أبو ضاهر (19 عاماً) من الدنمارك إلى سوريا على وسائل التواصل الاجتماعي، علق وزير الأجانب والاندماج الدنماركي ماتياس تسفايه مساء يوم الجمعة لقناة TV2 بأن يجب على الطالبة أن تتصالح مع حقيقة أنها مضطرة لمغادرة البلاد حيث قال: “نحن بحاجة إلى بعض المبادئ. القانون متساوٍ للجميع، وحتى إذا كنت قد بدأت مشروعاً تجارياً أو أديت بشكل جيد في المدرسة الثانوية فلدينا نفس القواعد وهي تنطبق على الجميع”.
وجاء ذلك بعد أن صرحت أحزاب SF و Enhedslisten و Radikale Venstre لقناة TV2 يوم الجمعة بأنهم سيحاولون مساعدة آية أبو ضاهر وعائلتها على البقاء في البلاد، فالأحزاب الداعمة للحكومة تريد مساعدة طالبة المدرسة الثانوية على البقاء في الدنمارك، لكن الوزير ثابت في موقفه وهو وجوب مغادرة الطالبة آية وعائلتها.
ووفقاً لتسفايه فإن الحكومة لن “تختار حالة واحدة من بين المجموعة” وتعالجها بشكل منفصل، حيث قال تسفايه “لن يكون لدينا مجموعة للأشخاص الذين ظهروا على شاشات التلفزيون ومجموعة أخرى للأشخاص الذين لم يظهروا على التلفزيون”، وشدد الوزير على أن ذلك لن يحدث.
ما الخطأ الذي ارتكبتُه؟
فرت آية أبو ضاهر مع عائلتها من سوريا عام 2015، ومنذ ذلك الحين لديها تصريح إقامة مؤقت في الدنمارك. ولكن تم إبلاغها يوم الأربعاء أنه لن يتم تمديدها.
وفي الدنمارك التحقت آية أبو ضاهر بمدرسة اللغة والمدرسة الإعدادية المحلية في الصف السابع إلى الصف التاسع، ثم الصف العاشر في ثانوية Nyborg Gymnasium والتي ستتخرج منها قريباً.
وعلقت آية لقناة TV2 Fyn بالقول: “أي خطأ ارتكبت؟ ليس من الآمن أن أعود.. وقد بذلت قصارى جهدي في الدنمارك. شعرت بالوحدة”.
وبحسب آية أبو ضاهر فقد تعرضت الأسرة للتهديدات والمضايقات في سوريا بعد أن رفض شقيقاها الالتحاق بالجيش السوري، وهي تخشى أن يحدث ذلك مجدداً إذا عادوا إلى سوريا.
وتعتبر الدنمارك هي الدولة الوحيدة في أوروبا التي تعتقد بأن الأمن جيد بما يكفي حول دمشق لدرجة تمكنها من إعادة اللاجئين إلى المنطقة. وقررت الحكومة هذا الصيف إعادة النظر في تصاريح الإقامة لعدة مئات من السوريين من محافظة دمشق.
وتعليقاً على ذلك قال تسفايه “الأسد رجل فظيع ارتكب انتهاكات فظيعة. لكن علينا أن نضع في اعتبارنا أننا لا نوفر الحماية للأشخاص إلا إذا احتاجوا إلى الحماية”.
وقد قوبلت قرارات الدنمارك بإعادة اللاجئين إلى سوريا باحتجاجات من عدة جهات من بينها منظمة العفو الدولية والمجلس الدنماركي للاجئين، كما تم انتقادها أيضاً من قبل المتحدث باسم الشؤون الخارجية في حزب SF ، كارستن هونج والذي صرح لقناة TV2 بالقول: “ليس من الآمن العودة إلى سوريا الآن. تتفق جميع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى على ذلك، وتقول منظمات اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الشيء ذاته. حتى وزير خارجيتنا أشار إلى مدى عدم الأمان. إنه أمر خطير للغاية، بالطبع يجب أن تبقى (عن آية).
سيتم إرسال آية إلى مركز الترحيل
في الوقت الحالي تشتعل الحرب الأهلية في سوريا في عامها العاشر، وفي الوقت نفسه فالحكومة الدنماركية لا تتعامل مع نظام الأسد والسلطات السورية في عمليات الترحيل ولا يمكنها إعادة أي شخص قسرياً إلى البلاد.
لذلك سيتم إرسال آية أبو ضاهر وعائلتها مبدئياً إلى مركز ترحيل في الدنمارك.
ومع ذلك ووفقاً للوزير فليست النية أن ينتهي الأمر باللاجئين المرحلين لأن يقيموا في مراكز الترحيل في الدنمارك، ويؤكد أن عدد اللاجئين السوريين الذين سافروا من الدنمارك العام الماضي أكثر من عدد الذين قدموا إلى البلاد، وقال تسفايه بأن “الغالبية العظمى من السوريين الذين يهاجرون من الدنمارك يرون مطار Kastrup وطائرة عائدة إلى الوطن، وبعد ذلك لديهم حقيبة نقود من الدنمارك”.