صحف دنماركية: لنأمل بنهاية نتنياهو وأوهام إسرائيل
تناولت الصحف الدنماركية، اليوم الجمعة، مجريات العدوان الإسرائيلي على غزة، وما سبقها وتبعها في مدن الداخل الفلسطيني، محاولة التوازن بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، فيما ذهبت أخرى، مثل “بوليتيكن” و”إنفورماسيون”، إلى تغطية تظهر الجانب الآخر من سياسات دولة الاحتلال العدوانية.
وفي عنوان لافت: “الآن لنأمل بنهاية نتنياهو وكذلك أوهام إسرائيل.. فلا يمكن تجاهل حقوق الفلسطينيين”، ذهبت “بوليتيكن” في افتتاحيتها، اليوم الجمعة، إلى فتح النار على “نجاح الجناح اليمين الإسرائيلي بالاحتيال”.
وذكرت الصحيفة في بداية تناولها الموضوع مثَل “الساحر الذي يضع أرنباً في قبعة، يضرب بالعصا السحرية ليختفي الأرنب، لكنك في أعماقك تدرك أن الأرنب لا يزال موجوداً، وما يجري فقط عملية احتيال، وفي إسرائيل، خاصة في فترة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ظلوا ينفذون في السنوات الأخيرة ذات اللعبة”.
ونوهت “بوليتيكن” بسياسات “تهميش الفلسطينيين ومطالبهم المشروعة بدولة مستقلة، حتى انتهى النقاش حوله في الحملات الأربع والخمس الأخيرة”.
وأضافت في السياق أن “نتنياهو استطاع تحقيق ازدهار اقتصادي، ووصل الأمر في عهد (الرئيس الأميركي السابق دونالد) ترامب إلى حصوله على اعتراف دبلوماسي من عدد من الدول العربية، وكل ذلك دون أن يبالي بالفلسطينيين الذين تجاهلهم تماماً، مثلما غابت عملية السلام بالكامل”.
وتساءلت الصحيفة “لكن هل انتهى العرض؟ لقد قفز الأرنب من القبعة مرة أخرى، والصراع الأخير في الأسبوع الماضي أظهر أنه لا يمكن لإسرائيل أن تتجاهل الفلسطينيين”.
ومضت تشرح “من المفهوم أن الفلسطينيين يجدون أنفسهم في حالة فقر وعزلة، رغم أنه من غير المقبول إطلاق الصواريخ على المدنيين كما تفعل حماس، لكن إسرائيل في المقابل لا يمكنها على المدى الطويل أن تزدهر وتبقى عضوا محترما في المجتمع الدولي بينما في الوقت نفسه مستمرة خلال 6 عقود في اضطهاد الشعب الفلسطيني، والاحتلال يدخل إسرائيل في ورطة أخلاقية كبرى، وقبل وقت قصير من اندلاع الصراع في القدس وصفت هيومن رايتس ووتش سلوك إسرائيل بأنه نظام فصل عنصري”.
ورغم تأكيد “بوليتيكن” على أن أحداً لا يعرف إلى أين سينتهي الصراع الحالي، إلا أنه “من الهام جداً أن يتدخل العالم الخارجي قبل أن يخرج عن السيطرة، وأن تفهم إسرائيل من الأزمة الحالية أن مسارها الحالي لا جدوى منه”.
وختمت الصحيفة بالقول إن “كل انتصارات البلاد السياسية والاقتصادية والدبلوماسية المبهرة مبنية على الرمال طالما استمر الاحتلال”.
وأكدت على أن “تحقيق سلام حقيقي مع الفلسطينيين لن يكون سهلاً، لكنه ليس مستحيلاً. وكانت الخطوط العريضة للاتفاقية معروفة منذ عقود. الآن نأمل أن ينفد وقت نتنياهو قريباً. لتكن أيضاً نهاية وهم إسرائيل بأنه يمكن تجاهل الفلسطينيين”.
وفي ذات الاتجاه ذهبت “إنفورماسيون”، معتبرة أن كل ما يجري وأسس للصراع الأخير في القدس هو “سياسات إسرائيل الاستيطانية غير الشرعية”.
ورأت الصحيفة أنه “طالما المجتمع الدولي يعترف بسياسات إسرائيل الاستعمارية على الأرض الفلسطينية فإن مخاطر الحروب ستظل قائمة”.
ومع نشر صور عائلات فلسطينية وأطفال تحت القصف على غزة، رأت “إنفورماسيون” أنه “مهما وكيف قلبت النزاع، حيث آلة القتل تعمل بأقصى سرعتها، فإن المحصلة النهائية للصراع أنه يقوم على سياسة الاستيطان غير القانونية، وجوهر المسألة حالياً كان انتهاج (الترحيل الصامت) لفلسطينيي القدس، وهي ممارسة مارستها إسرائيل طيلة عقود، مع الحرمان الممنهج للسكان العرب من حق إقامتهم في مدينتهم، وهو ما تم الكشف عنه، أخيراً، بأمر محكمة إسرائيلية بطرد عائلات فلسطينية من مساكنهم في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية”.
واستذكرت “إنفورماسيون” في افتتاحيتها، اليوم، سياسات الترحيل الممنهج منذ 1995، حيث “فقد 16 ألف إنسان حق الإقامة في مدينته، وتلك السياسة تصاعدت بشكل ثابت في أوائل رمضان ومع تصاعد الاحتجاجات الجمعة الماضية، حيث أثار الصهاينة المتطرفون الموقف بشعارات وهتافات مثل الموت للعرب، وهو ما أدى إلى معارك في الشوارع بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين المحتجين”.
وتناولت قصف القدس يوم الاثنين الماضي بالقول إن “تصاعد الصراع بعدما أنذرت حماس وقصفت وهو أمر جديد لإسرائيل التي تلقت إنذاراً وذهبت دون إنذار إلى قصف عنيف في غزة المكتظة بنحو مليوني إنسان”.
ونوهت الصحيفة بنوع القيادة التي تحكم في تل أبيب “فوزير الدفاع بيني غانتس كان رئيس أركان في 2014 ويسمى (الرجل الذي قصف غزة لإعادتها إلى العصر الحجري) في 2014، وانتخب في 2019 على خلفية ذلك الشعار”.
وبعد التعريج بالتفصيل على المساعي الدبلوماسية لوقف العدوان على غزة ووقف سياسات الاستيطان والطرد من القدس رات “إنفورماسيون” أنه “يمكن لما يسمى الاتصالات المكثفة تخفيض الأعمال العدائية، لكن المشكلة لن تختفي، فعلى المجتمع الدولي، الذي يفهم أنه مجلس الأمن الدولي، والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، أن يجتمعوا معاً لمعالجة جوهر الصراع، أي 54 عاماً من الاحتلال الإسرائيلي والضم الجزئي للأراضي الفلسطينية (والسورية) قد أدى إلى التطهير العرقي، في انتهاك للقانون الدولي والعدالة بالإضافة إلى الاتفاقيات المختلفة، والتي تظهر بشكل خاص في القدس، وكذلك في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية (وفي الجولان)”.
وختمت الصحيفة بالقول إن “التردد الدولي بالذات يدل على غياب الضغط الضروري لجعل إسرائيل تتصرف بشكل لائق”.
ونشرت “إنفورماسيون”، اليوم، رسالة مشتركة لأعضاء برلمان من اليسار (اللائحة الموحدة) يطالب فيها السياسيون بـ”تصنيف إسرائيل في البرلمان الدنماركي كنظام أبرتهايد”.
وفي المقال المطول، رأى أعضاء البرلمان أنه حان الوقت لأن يقوم البرلمان الدنماركي باعتبار السياسة الإسرائيلية نظام فصل عنصريا apartheidstyre.
واعتبر هؤلاء أنه من المهم جداً أن ترسل السياسة الخارجية لبلدهم إشارة واضحة حول التعريفات القانونية لمثل تلك السلطة وما يتبعها من إجراءات اقتصادية وسياسية.
تم نشر هذا التقرير بعد الحصول على موافقة الصحفي ناصر السهلي.