تحديات كبيرة تواجه كبار السن الأجانب.. شعور بالوحدة والقلق والإهمال
“نظرائي من كبار السن الدنماركيين يعيشون حياة طويلة، ولكن هل حقًا أنا بحاجة إلى أن أعيش حياة طويلة وأطيل أمد مأساتي، أنا أرغب بحياة كريمة”، بهذه الكلمات لخصت مسنة من أصول أجنبية معاناتها في الدنمارك، بحسب مؤسسة المسؤولية الاجتماعية، التي قامت بمقابلة أكثر من ٢٥٠ مسن ومسنة من أصول أجنبية في الدنمارك.
وبينت الدراسة التي نشرتها مؤسسة “المسؤولية الاجتماعية” أن عدد كبار السن من أصول غير غربية في الدنمارك سيصل إلى حوالي ١٠٠ ألف شخص في عام ٢٠٤٠، وأشارت المؤسسة إلى أن كبار السن من هذه الفئة يواجهون اليوم تحديات كبيرة بسبب غياب فرص الرعاية التي تتناسب مع فهمهم لحياة كبار السن في الدنمارك وكذلك انشغال أبناء الجيل الثاني بتحقيق ذواتهم وأعمالهم.
وفي تصريحات صحفية أشارت المؤسسة إلى أن بعض كبار السن الأجانب يجهلون الفرص المتاحة لهم في هذه البلاد بينما مازال آخرون يرفضون فكرة بيوت المسنين ويطالبون أبنائهم وبناتهم بتوفير الرعاية الاجتماعية والصحية لهم مما يضع حملا ثقيلا على أبناء الجيل الثاني والثالث من المهاجرين والأجانب.
وتشير الدراسة إلى أن بعض كبار السن يشعرون بالألم لأن حلمهم بالعودة لبلدانهم الأصلية لم يتحقق بعد أن مر قطار العمر بسرعة واشتعال الشيب في شعورهم وأن فهمهم لحياة كبار السن في حضن العائلة الكبيرة بين الأبناء والأحفاد صعب المنال هنا في دول الشمال، ويتسبب في أغلب الأحيان في نشوب خلافات داخل الأسرة.
وتلفت الدراسة النظر إلى أن معاناة كبار السن تزداد أيضا بسبب عدم جاهزية المؤسسات الدنماركية التي تعتني بالمسنين لتوفير خدمات تتماشي مع ثقافة واحتياجات هذه الفئة الجديدة في المجتمع الدنمارك.
وتقول الدراسة أن نسبة كبيرة من العمال الذين جاؤوا إلى الدنمارك في ستينيات وسبعينات القرن الماضي أصبحوا اليوم من أكثر الفئات تهميشا في المجتمع ويعانون من الوحدة والقلق والشعور بالإهمال.
وبينت المؤسسة التي أعدت الدراسة أنها أطلقت مشروعا يهدف لتوفير حياة كريمة لكبار السن من أصول أجنبية ودعت جميع المهتمين للمساهمة في المشروع التواصل معها وإثراء عملية تشخيص التحديات ووضع حلول عملية لها عبر مجموعات عمل ستعقد عدة ورشات عمل خلال الأسابيع القادمة في العاصمة كوبنهاجن وضواحيها.
وأوضحت المؤسسة أنه سيتم تنظيم اجتماع كبير في العاصمة كوبنهاجن سيضم بعض كبار السن وعائلاتهم وأيضا بعض المسؤولين من الجمعيات والمنظمات الحكومية يوم ٦ ديسمبر/كانون الأول القادم بغرض مناقشة كيفية تطبيق توصيات ورشات العمل وبناء إطار يساهم في تحسين ظروف كبار السن من أصول أجنبية في البلاد.
يمكنكم التواصل مع موقع نبض الدنمارك إذا رغبتم في المشاركة في هذا الاجتماع: info@nabd.dk