الدنمارك تختار.. هنا نتعرف على آراء ومواقف عدد من الشخصيات العربية في الدنمارك
شاب عراقي دنماركي: قضايا الاقتصاد والاندماج ومكانة الدنمارك الدولية تتصدر أولوياتي في هذه الانتخابات
بهدف التعرف بشكل أكبر على اهتمامات المواطنين الدنماركيين من أصول عربية يواصل موقع نبض الدنمارك عرض مجموعة من الآراء والمواقف لعرب الدنمارك حول الانتخابات البرلمانية المقررة في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
الشاب مرتضى الشاوي والذي ينحدر من أصول عراقية أوضح في بداية حديثه أن اهتماماته خلال هذه المعركة الانتخابية تنطلق من كونه مواطن دنماركي مسلم من أصول عربية ويتصدرها الجانب الاقتصادي وأضاف:” أنا أهتم بالأحزاب التي لديها رؤية محددة وواضحة لتخفيف العبء الاقتصادي فيما يخص أزمة الكهرباء والوقود والطاقة بصورة عامة وايجاد طرق لدعم الطاقة وتخفيض الأسعار بشكل ملحوظ”.
وأشار الشاوي الذي يحمل شهادة الماجستير في دراسات اللجوء من جامعة كوبنهاجن أنه عندما يتعلق الأمر بالخطاب السياسي فتركيزه ينصب على الأحزاب التي تعمل من أجل تعزيز التعددية وأردف قائلاً:” أنا أفضل الأحزاب التي تتمتع بتمثيل واسع من الدنماركيين ذوي الأصول الغير دنماركية مما يدل على نضوج الحزب وانفتاحه نحو مجتمع متعدد الاعراق”. ولفت الشاوي النظر إلى ما اعتبره اتجاه المجتمع الدنماركي في العشرين سنة الأخيرة نحو التعددية الثقافية في تركيبته الديموغرافية، على عكس الحالة التي كانت سائدة في ثمانينات وتسعينيات القرن الماضي.
تعزيز ثقافة التعددية واحترام الأديان
وشدد الشاوي على أن الحزب الذي يمكن أن يحصل على صوته سيكون من بين الأحزاب التي تبتعد عن التمييز العنصري في الخطاب وتنأى بنفسها عن رموز هذا الخطاب والسياسات التي تتبجح بسياسات تعادي المسلمين في الدنمارك واصل شرح فكرته قائلا: ” أنا أفضل من هذه الأحزاب، الحزب الذي يعلن محاربة “الأفكار النازية ” التي تدمر الرغبة للاندماج وتدفع المواطن الى عدم الاحساس بالمواطنة والهوية الوطنية.”
وفي ما يتعلق بموضوع الاندماج الذي يشغل بال طيف كبير من المواطنين الدنماركيين من أصول أجنبية أكد الشاوي على أهمية مراجعة هذا الملف ووضع منهجية جديدة لكيفية التعامل معه من الجانب السياسي وأضاف:” أنا سأصوت لحزب يهتم بتجديد استراتيجيات الاندماج في المجتمع الدنماركي ويفصل بينها وبين نظريات الانصهار، وذلك عبر تعيين وزير اندماج يشجع التعاون مع المراكز الدينية وخصوصاً مع المساجد والمؤسسات الإسلامية وقطع الطريق على التطرف عبر تعاون حكومي مجتمعي تمكّن فيه المساجد ادارياً في تسهيل إجراءات الزواج والطلاق رسمياً في نظام النفوس الجزئي Begrænset adgang til folkeregistret بغاية تسهيل أمور الدولة المتعلقة بالحالات الاجتماعية وتسهيل أمور المواطنين المسلمين عبر توفير دعم مخصص للجانب الإداري”.
وكذلك تحدث الشاوي عن ضرورة ادراج مادة الأديان في المناهج الدراسية بهدف زيادة وعي الطلبة والأجيال المقبلة فيما يخص فهم واحترام الطرف المقابل واحترام الرموز الدينية والثقافية لدى الشعوب.
واعتبر الشاوي أنه من المهم أن تبدأ الأحزاب بالتعاون بشكل أكبر من جيل الشباب في تلك المساجد والمراكز لكي تتزايد البرامج باللغة الدنماركية في هذه المراكز بهدف تعزيز حضورها المحلي.
وبين الشاوي الذي يقيم في الدنمارك منذ أكثر من عشرين عاما على أنه كمواطن دنماركي يهتم أيضا بالملف الصحي ولذلك فهو يميل لاختيار أحزاب تعيد إحياء دولة الرفاهية التي لطالما تمتعت به المملكة عبر نظام صحي يتمتع بجودة الخدمة الصحية ورعاية كبار السن بدون ارجاح لكفة التوفير على حساب خدمة المواطن واحتياجاته.
ضرورة استعادة مكانة الدنمارك الدولية
أما على الصعيد الدولي والتنموي الذي يهم طيف غير قليل من عرب الدنمارك بين الشاوي أن نظرته لهذا الملف تنطلق من إدراكه لأهمية دور الدنمارك التاريخي الرائد في تعزيز السلام وضرورة إعادته لمساره الصحيح وأضاف:” لقد قامت الاحزاب المتعاقبة منذ فينسترا venstre بزج الدنمارك في حروب في العقود الأخيرة مما أضعف موارد الدولة وأفقدها هيبتها الدولية وسمعتها التي بنيت على إعادة الأعمار والتأهيل وتدخلها السلمي في النزاعات. لذلك فإن الدفع نحو حل دبلوماسي مع روسيا هو أحد هذه القضايا التي أهتم بها في هذا المجال”.
وفي نفس السياق أشار الشاوي إلى أنه في السياسية الخارجية للدنمارك يدعو لمقاطعة إسرائيل وتعزيز مشاريع التعاون مع البلدان العربية المختلفة، وختم الشاوي حديث بالتركيز على أهمية إعادة الدنمارك الى الحلبة الدولية كلاعب قوي في مجالات الحفاظ على البيئة وتحفيز الطاقة النظيفة والمتجددة والتعاون ومواصلة دعم مشاريع التنمية البشرية والاقتصادية في البلدان النامية.