الدنماركيون من أصول أجنبية يخذلون صناديق الاقتراع
بينت إحصائية أولية نشرتها بعض وسائل الإعلام الدنماركية صباح اليوم الخميس أن نسبة التصويت في الانتخابات البرلمانية شهدت تراجعا ملحوظا في المناطق التي يقطنها عدد كبير من الأقليات العرقية في البلاد.
وبينت الأرقام أن حوالي ٦٠٪ من القاطنين في التجمعات السكنية المعروفة بوجود عدد كبير من العرب الحاملين للجنسية الدنماركية أدلوا بأصواتهم في هذه الانتخابات بينما بلغت نسبة المشاركة في عموم الدنمارك حوالي ٨٤,١ ٪ .
ففي منطقة فولسموسة التي تقطنها نسبة كبيرة من العرب والأجانب شارك في الانتخابات هذا العام فقط ٦٣٪ بينما كانت نسبة المشاركة حوالي ٧٠ ٪ في عام ٢٠١٩. وأوضحت قناة تلفزيونية محلية أن نسبة المشاركة في منطقة فولسموسة تعتبر أقل نسبة مشاركة في عموم جزيرة فيون. وحصل الحزب الاجتماعي الديمقراطي على أكبر عدد من الأصوات بواقع ٩٧٥ صوت في المنطقة بينما جاء حزب الخضر المستقلون في المرتبة بواقع ٨٨٠ صوتا بينما حصل حزب الراديكال فنستره على ٩٥ صوتا فقط.
الناشط السياسي والإعلامي عمر بيبي المقيم في جزيرة فيون عبر عن أسفه بعد رؤية هذا الأرقام وأضاف في تصريحات لموقع نبض الدنمارك:” تدني نسبة التصويت ظاهرة مؤسفة جداً، فالعملية الانتخابية هي تمثيل سياسي لشرائح المجتمع بأكملها، وهذه المناطق هي بأشد الحاجة لوصول صوتها إلى البرلمان”.
تحديات ثقافية وغياب للوعي السياسي
وأشار بعض الباحثين من جامعة أغورس الدنماركية في تصريحات صحفية إلى أن تراجع نسبة المشاركة في هذه التجمعات يعود إلى صعوبات تواجه هذه الفئات في فهم المشهد السياسي في البلاد وكذلك غياب الوعي الكافي والتحديات الاجتماعية.
وتأتي هذه الأرقام بالرغم من حالة الجدل والخلافات التي سادت في بعض أطياف العرب والأجانب في البلاد بسبب مشاركة حزب الخضر المستقلون في الانتخابات البرلمانية تحت شعارات تنادي بمحاربة العنصرية وإنصاف المسلمين في البلاد، حيث اعتمد الحزب خطابا تصادميا مع جميع أحزاب الطيف السياسي واتهم خلال حملته الانتخابية الأحزاب اليسارية بالتقصير في الدفاع عن الأقليات وفي بعض الأحيان اعتبرها تساهم في ظاهرة “الإسلاموفوبيا”.
الناشط عمر بيبي شدد على ضرورة مواصلة الجهود وتعزيز مشاركة الأقليات في العملية السياسية على الرغم من هذه الأرقام التي وصفها بالغير مطمئنة وأردف قائلاً:” لقد بذل العديد ومن الأشخاص والجمعيات خلال الأسابيع الماضية جهودا كبيرة بهدف حث الناس على المشاركة ومن المهم أن تستمر هذه المبادرات بهدف نشر الوعي السياسي الذي بطبيعة الحال سيساهم في رفع نسبة التصويت في المستقبل”.
حزب الخضر المستقلون فشل في دخول البرلمان وحصل فقط على أقل من واحد في المائة من أصوات الناخبين بالرغم من أن نسبة الأجانب والمسلمين الذين يحق لهم التصويت تتراوح بين ٦ و٨٪ من أصوات الناخبين.
ومن الملفت للنظر أن هذه الأرقام تأتي بالرغم من وجود عشرات المشاريع المبادرات التي قامت بدعوة الناخبين من أصول أجنبية للمشاركة في الانتخابات، حيث خصصت مؤسسات مختلفة ملايين الكرونات لدعم مبادرات في هذا الاتجاه.